اليوم الدولي للكتاب وحقوق المؤلف 2025.. احتفاء بالكلمة من أجل تنمية عادلة ومستدامة
يحتفل به في 23 أبريل من كل عام
اختارت منظمة اليونسكو في عام 1995 يوم 23 أبريل ليكون اليوم الدولي للكتاب وحقوق المؤلف، وذلك خلال انعقاد المؤتمر العام للمنظمة في باريس، جاء الاختيار بسبب القيمة الرمزية لهذا التاريخ في الأدب العالمي، إذ شهد ذكرى وفاة عدد من عمالقة الأدب، مثل ويليام شكسبير وميغيل دي ثيربانتس وإنكا جارسيلاسو دي لا فيغا.
أرادت اليونسكو من خلال هذا اليوم تعزيز القراءة وحماية حقوق المؤلفين، مع إبراز دور الكتب كجسر بين الثقافات والأجيال، ومنذ ذلك الحين، تحتفل دول العالم سنوياً بهذه المناسبة عبر أنشطة ثقافية وفعاليات توعوية.
ويُحتفى بهذا اليوم في أكثر من 100 دولة، حيث تُنظم فعاليات متنوعة تشمل المدارس والمكتبات ودور النشر، لتسليط الضوء على أهمية الكتب في نقل المعارف وتعزيز الحوار الثقافي.
أهداف اليوم الدولي للكتاب
تركز اليونسكو في الاحتفال باليوم الدولي للكتاب وحقوق المؤلف على شعار "الكتاب جسر نحو المستقبل"، مؤكدةً دور الأدب في تعزيز الحوار بين الشعوب وبناء مجتمعات مستدامة، يأتي هذا الشعار تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة، خاصةً الهدف الرابع المتعلق بالتعليم الجيد.
يسعى اليوم الدولي للكتاب إلى تحقيق عدة أهداف، منها: تشجيع القراءة بين جميع الفئات العمرية وخاصةً الشباب، حماية حقوق المؤلفين ودعم صناعة النشر المحلية والعالمية، وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب عبر ترجمة الأدب ونشره، دعم المكتبات والمبادرات التي تسهل الوصول إلى الكتب، خاصةً في المناطق النائية.
اختيار أكرا عاصمة للكتاب 2025
منحت اليونسكو مدينة أكرا لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2025 بعد تقييم برنامجها الطموح، الذي يركز على: إنشاء مكتبات متنقلة لتصل إلى المناطق المحرومة، تنظيم ورش عمل لتعليم الكتابة والقراءة باللغات المحلية، دعم الناشرين والكتاب المحليين لتعزيز الصناعة الإبداعية، وتوفير برامج تعليمية للنساء والأطفال المهاجرين وأطفال الشوارع.
أهمية الكتب في العصر الرقمي
رغم التقدم التكنولوجي وانتشار الوسائط الرقمية، تظل الكتب تحتفظ بمكانتها كوسيلة فعالة لنقل المعرفة والثقافة، تُعد الكتب أدوات تعليمية قوية تُسهم في تعزيز التفكير النقدي وتوسيع آفاق القراء، ما يجعلها ضرورية في بناء مجتمعات مثقفة ومستنيرة.
شهدت دول عديدة أنشطة في هذا اليوم، مثل: إقامة معارض الكتاب التي تضم جلسات حوارية مع المؤلفين، عمل حملات توزيع كتب مجانية في المدارس والأماكن العامة، عقد ندوات حول أهمية حماية حقوق الملكية الفكرية، عمل مسابقات قرائية وجوائز لأفضل الأعمال الأدبية.
وتتعاون اليونسكو مع منظمات مثل اتحاد الناشرين الدوليين والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات لضمان نجاح الفعاليات، كما تدعم مبادرات رقمية، مثل إتاحة الكتب الإلكترونية مجاناً ليوم واحد، لتشجيع القراءة الرقمية.
نحو مستقبل قائم على المعرفة
أثبت اليوم الدولي للكتاب أن الكتب تظل أداة حيوية للتعلم والإلهام، رغم التحديات التقنية والعصر الرقمي، وبجهود مشتركة بين الحكومات والمجتمعات، يمكن تعميم ثقافة القراءة وحماية إبداع المؤلفين، ما يسهم في بناء عالم أكثر تنوعاً وتسامحاً.
يُعد اليوم الدولي للكتاب وحقوق المؤلف فرصة سنوية لتجديد الالتزام بأهمية القراءة والكتب في حياتنا، ومن خلال الاحتفاء بهذا اليوم، تُشجع اليونسكو والمجتمع الدولي على تعزيز ثقافة القراءة وحماية حقوق المؤلفين، ما يُسهم في بناء مجتمعات أكثر وعيًا وتفاهمًا.